العجائز ـ جاك بريل
العجوزان توقفا عن الكلام أو ربما فقط بطرف العين وحتي رغم غناهم يبدوان بؤساء لم يعد لديهما أي أوهام فقط قلب واحد للإثنين في بيتهما نشم رائحة الزعتر ورائحة البيت النظيف وعطر البنفسج ومفردات الزمن القديم هل لأنهما قد ضحكا كثيرا فإن صوتهما يتحشرج عندما يتكلمان...
معادلات مصادفة
محض قانون ومعادلات مصادفة الكل يدور هكذا حول نفسه بقوانين لايعنيها شئ داخل عالم لايهمه أحد ولايعنيه إلا أن يدور حول نفسه ويستمر يوم عرفت أنني لن أغير عقل أبي لأن المعادلة أنه هو الذي أتي بي وليس العكس وأنه يفضل أراء " الناس" عني " المتحذلق " وأني أمضي...
أمسيات السندباد
عندما كان السندباد يدور في المحيطات ويسكن الجزر النائية ويضاجع بنات بلاد الواق الواق في المساء قبل أن يغمض عينه وينام كان يتذكر بيته الدافئ في بغداد فيحن إلي ضحك القلوب الصافي وإلي الموسيقي والولائم العامرة وكان واثقا تماما أنه سيعود في آخر رحلته إلي...
في الجامعة الأمريكية
صالة سيمنير فخمة قاعة إجتماعات كبري ومقاعد حمراء وثيرة موكيت يبتلع الأقدام في الرقبة بادجات بحروف لاتينيه والأسماء العربية معقدة النطق هذا بادج معهد ديموقراطي والآخر مركز لحقوق الإنسان أوراق دوسيهات عشرات اللاب توب تضئ قمصان هفهافة بارفانات ٠٠ حسناً ياسادة...
الحلم القاتم
في الحلم القاتم كنت في بيتنا القديم والجو حار يكتم الأنفاس وكنت أنظر لأبي الجالس علي الأرض بقفطانه وهو يخرج اللحم بأصابع يده ويعيب بصوته العالي علي أمي الواقفة في حر المطبخ أنها تركت الصينية أكثر مما يجب وكنت مستغرباً كيف لايدعوني للأكل وأنه يتعمد تجاهلي...
كومة اللحم
أشارت أمي لكومة اللحم ثم ناحية أبي وتمتمت أن ليس بيدها وكانت عيونهم بائسة تحملق في وجهي ولذا رحلت وفي المرة الأولي التي عدت لأري أمي كانت كومة اللحم كومتين ووسط العيون التي تحملق عيون غريبة وشريرة أتت من حواري الجوع والكراهية في المرة الأخيرة كانت أكوام...
مكسيم ليفورستيّي - ١٩٨٨ـ أن نولد في مكان ما ـ
لا أحد يختار أبويه ولا أحد يختار عائلته ولا أحد يختار أيضاً رصيف مانيلا أو باريس أو الجزائر ليتعلم المشي كون أن نولد في مكان ما ـ لهذا الذي يُولد ـ هي دائما مصادفة هناك طيور تبقي علي الأرض وهناك طيور عابرة تعرف أين عشها عندما تعود من رحلتها وأخري تظل...
وجه الصبي الصغير
ظللت ثلاثين عاما بعد الرحيل أحتفظ في المرآة بوجه الصبي الصغير خوفاً من ألا تعرفني أمي عندما أعود وقبل الرجوع رحلت أمي نظرت في المرآة لم أتعرف علي نفسي وعلي هذا الوجه العجوز
وثمة بؤس
و هذا الرجل بصورته أمام ال٤خ٤ الضخمة وهذة المرأة بالكلمات الفرنسية وبعض الصور للكاتبة الأمريكية وبضع سطور وكلام عن العطور مثل الشانيل والحب الغائب وزحمة الحياة وطول الزمن وغدر الصحاب وثمة بؤس في الإكسسوارات الصينية ورداءة ألوان الملابس والملامح المته...
التعويذات لم تعد تصلح
كما لوأن هناك - رغم الضجيج حولها - كودا سريا تحمله الكلمات ففهمت أن هذة الفتاة الصغيرة الجاحظة الأعين والمشعثة الشعر والغريبة الملامح والأحرف هي حبيبتي التي تأخرت عن موعدها مائة عام وأن كلماتها التي فككت شفرتها لاتخص أحداً سواي أخترقت الزحام كي تعرفني...