Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Ici-Paris

بائع الزهور

7 Août 2017 , Rédigé par masryXfaransa Publié dans #قصة

كنت أسير بهمة لألحق بالمترو الذى يحملنى الى بيتى
أهبط سلماً كهربائياً وأصعد آخر،
وأعبر ممرات طويلة لأصل إلى رصيف هذا المترو

وفى الطريق ورغم الضوضاء
كان هناك صوت يعلو كلما إقتربت من صالة المدخل الرئيسى، 
يدعو المارة أمامه لشراء باقات الزهور المتواضعة،
والمرصوصه فى علبة من الكرتون على الأرض 

ـ مسيو،مدام، عشرة فرنك البوكيه 
مسيو مدام، عشرة فرنك البوكيه 

عندما مررت بجواره 
يبدو وكأن صبره قد نفذ من النداء،
فأصبح يكرر نداآته بعصبيه وحدة

وقبل أن أمضى فى الممرالطويل،
بدأ يسرد علي مسمع المارة، وهو يسب الجميع
كيف أنه أنفق مامعه لشراء هذه الزهور، وتحضيرها فى باقات جميلة، 
لكسب بعض النقود ليستطيع أن يأكل، وأن يدفع إيجارغرفة الفندق،
وكيف أنه لم يبع حتى الآن أيّ و احدة من هذه الباقات،
رغم وقوفه على قدميه منذ ساعات يستجدى الناس للشراء منه

كان واضحاً أن كل ركاب المترو المارين لايعنيهم بأي حال وجوده،
ولايهمهم فى قليل أو كثير مايحكيه،
وليس لديهم حتى الرغبة فى إلقاء نظرة على زهوره الذابله
فكانوا يسرعون فى خطواتهم وكأنهم لم يروه، أويسمعوه
قبل أن يختفى تماماً عن ناظرى، يبدو أن الكيّل قد فاض به،
فبدأ صوته يعلو، 
وهويلعن البشر والدنيا والسماء والأرض وكل من عليها،
وبدأ يضرب بشدة كرتونة الزهور بقدميه، فتناثرت من حوله،
وإنطلق بغيظه يهرسها بحذائه الثقيل، 
لاعنا الزمن والحياة 
التى إضطرته لسؤال هذه الجموع الغبيه من المارة الأنانيين المتسرعين

واستمر المتدفقون من ركاب المترو من حوله كسابقيهم 
وكأنهم لم يروه، أويسمعوه،
وكالعادة لم يكن يعنيهم إلا اللحاق بالمتروالخاص بهم،
فكانوا يتفادون بأدب جسد الرجل الثائر أمامهم،
ثم يمضون فى طريقهم مثلى، ومثل الآخرين
خصوصاً أن صوت الرجل بدأ يبتعد، ويفتقد الوضوح
وأنا أقترب من الرصيف الخاص بى،
ثم إختفى صوته تماماً 
تحت ضوضاء وضجة عربات المترو الداخلة الى المحطه

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article